أحفادُ خالدَ في البأساءِ ما قَعَدوا
بل أمطروا في صميمِ البأسِ واتّحـدوا
تقاسموا أن يكونوا الرأسَ إذ عصفت
ريحُ السَّمومِ ، ودنيانا لهم جَسَدُ
حُمّالُ رايةِ دين الحقِّ ما وهنوا
توثّبوا لدواعي المجدِ واتّقَدوا
همُ الليوثُ إذا ما صال صائلهم
ويلَ الثعالبِ إمّا تغضبُ الأُسُدُ
ويل الصغارِ إذا ما حارثٌ بطلٌ
أدارَ طرفًا إليهم إذ لهُ حشـدوا
تجرّأوأ بعواءٍ بعدما ثملوا
ظنوا الظنونَ فخابوا حيثما وُجِدوا
أبا المثنّى فُديتَ النفسَ أنت أبٌ
لفتيةٍ منهمُ الطُّغيانُ يرتعدُ
بيارقٌ في سماء المجد عاليةٌ
بكفَّ عزمكَ والباري لكم سنَدُ
روافدٌ من دماءٍ سيلها لجبٌ
أنعم بما في سبيل الله قد رفدوا
إنهض بهم يابن من خرّت لضربتهِ
تيجان لندنَ مهما مدّها مـددُ
يا ابن الكرامِ حملتَ الهمَّ في دعةٍ
وقُدتَ من جاهدوا في اللهِ واجتهدوا
لله درّكَ كيف الصبرُ في زمنٍ
فيه الأنامُ لغير الله هُم سجدوا
تكالبوا حولَ عرشٍ لا أساسَ لهُ
يكادُ يودي بهم – إذ عفتهُ – الحسدُ
تقرّبوا منك مكرًا كي تميلَ لهم
وكيفَ تُسحبُ من أطنابها الجُدَدُ؟!
نصحتَهم في سبيل الله فامتعضوا
ناديتَهم لطريق الحقِّ فابتعدوا
طبعُ الجهالةِ فيهم غالبٌ أبدًا
وأنت منهلُ عِلمٍ نبعهُ الرَّشَدُ
نارُ الضلالةِ منهم أحرقَت بلدًا
وأنتَ في جوفها الأنسامُ والبَرَدُ
باللهِ قُل لي وأنت الراسِخُ الجلِدُ
من أين جاءكَ هذا الحلمُ والجلَدُ؟!
سمعتُ صوتكَ يعلو دونما هَرَجٍ
يقضُّ مضجعَ من في غفلةٍ رقدوا
بزغتَ كالقمرِ المرجوِّ في ظُلَمٍ
ومثلُ وجهِكَ في الظلماء يُفتَقَدُ'
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق