السبت، 26 أبريل 2014

الثورة وليس الانتخابات طريق استعادة العراق




الكفاح وليس الانتخابات هو الطريق لتحرير العراق من كل آثار الاحتلال الامريكي والنفوذ الايراني.
ومنذ الاحتلال عام 2003  تصرف السنة كعراقيين، وبدأت المقاومة للاحتلال في صفوفهم وبقت, كذلك حتى الانسحاب الشكلي للقوات، فيما ظهر الشيعة قصدا وبدون قصد، وعيا وبدون وعي أنهم شيعة وليس عراقيين، لذا تعاونوا مع جنود الاحتلال وشنوا حربهم على المقاومة العراقية، وكانوا جنود حربا طائفية.
لم يكن ذلك اجتهادا، بل موقفا عقائديا روج له رجال دين شيعة في معظمهم أصولهم إيرانية.
ولم يشارك الأكراد في جهود المقاومة ولا تحرير العراق.
لذا تم وضع قوانين وعملية سياسية عن طريق قوات الاحتلال الأمريكي، بما يعزز كون العراق تحت حكم الشيعة لأنهم الأضمن لتحقيق شطب دور العراق عربيا ودوليا، ولأن المشروع الأمريكي يعتمد على توسيع النفوذ الإيراني في المنطقة.
هكذا يجب فهم مسألة الأنتخابات العراقية، وليس عبر تحديد صفات لمن يجب أن ننتخبه كما يقول بعض من أدلى بتصريحات وملاحظات في هذا المجال. 
الحال أن العملية السياسية الحالية لن تقود إلا لنفس الوجوه، أو الأفكار عند اجراء أي أنتخابات.
و الشارع العراقي الشيعي غارق في الطائفية، ونسبة الجهل عالية داخل صفوفه مما سمح لرجال دين للمنادة بأن العراق دولة شيعية يجب القتال من أجلها وتصفية السنة وكل من يعادي الاحتلال الأمريكي والنفوذ الإيراني.لذا لا يمكن التعويل على دوره في ثورة خلاص العراق.
فيما يقول بعض السنة أن المشاركة تسمح للسنة المحافظة على دورهم.وهذا رأي مخادع إذ لا مجال تصحيح عملية سياسية الخونة والقتلة واللصوص قادتها.
ومن المنادين بالانتخابات داخل صفوف السنة هم الصحوات، وهم فئة قاتلت إلى جانب الاحتلال الأمريكي ومع نوري مالكي ضد الشعب. وهذه الفئة مكونة أساسا من اللصوص والساقطين أخلاقيا.
و بوضوح إن كل من يشارك بهذه العملية السياسية كقوة سياسة، فردا، أو حتى ناخبا ولو كانت نيته الخير سيكون العراق غائبا عن طروحاتهم وسلوكهم.
العملية السياسية في حقيقتها، ضد العراق و وحدته والمواطنة.
و لن تؤدي إلا إلى المزيد من خراب العراق وتدميره وتقسميه.
ومنذ اندلاع انتفاضة الأنبار لم يدرك  عدد كبير من المواطنين العراقيين أن نزولهم للشارع لإسقاط النظام الطائفي سيكون خطوة أولى لأستعادة العراق . وبدون شك هناك حالة من الرعب بسبب كون أجهزة الأمن والجيش مجموعة من القتلة وبسبب هيمنة الميلشيات.
لن تكون هناك ثورة بدون جماهير ولن يكون هناك انتصارا للعراق بدون ذلك.
ويبدو المشكلة الحقيقة في أن الانتفاضة لم تفرز قادة سياسين، والمجلس السياسي الذي أعلن عن تأسيسه لم يلاقي القبول من قادة الانتفاضة كما أنه لم يظهر في الشارع كقوة محركة للحدث.
ما يحتاجه العراق ليس الانتخابات، بل ثورة لتحريره من الذين كانوا خدما للاحتلال الامريكي وكل القوى الطائفية واللصوص والقتلة.
رغم زيادة نسبة الفقراء وفقدان الأمن يبدو الشارع الشيعي يرغب بالحكم الشيعي الغارق في الفساد وليس الحكم العراقي الصالح.
دعاة الفكر الشيعي طائفيا، أو العقيدة الشيعية يؤمنون إن  شعائرهم وهيمنتهم على عقول البسطاء وسلب الأموال منهم يحتاج إلى نظام وحكومة تجمع بين الفساد والجهل.

راجع هنا

الاثنين، 21 أبريل 2014

معارك الأنبار تظهر إن لا تعايش في العراق إلا بزوال الحكم الطائفي ومن جاء مع الاحتلال الأمريكي




خاص : JUANA NEWS
تعد العمليات العسكرية التي تشنها قوات نوري مالكي والمجيشة بعقيدة طائفية في محافظة الأنبار دليلا على عدم إمكانية أي تعايش مع الاحزاب الشيعية التي نصبها الاحتلال الأمريكي على {اس الحكم في العراق بالتوافق مع طهران.
ويبدو تصدي ثوار العراق والعشائر لهجمات القوات الطائفية وهي خليط من جيش نوري مالكي وميلشيات شيعية قد اثمر على تأكيد إن الكفاح من اجل عراق موحد وحر لن يكون إلا بالتخلص من كل ما نتج عن الاحتلال الأمريكي.
وتصاعد الخسائر في صفوف قوات نوري مالكي يسمح بالقول إن مقاتلي الجيش العراقي السابق يقاتلون من اجل حماية مدنهم وعوائلهم من عمليات اعدام طالما مارسها جيش نوري مالكي ومارسته معه ميلشيات طائفية.
وقمات قوات نوري مالكي بالتمثيل بالجثث وحرق اخرى في تأكيد على نوع العقيدة التي يحملها القتلة. كما تقوم بقصف منازل المدنيين يوميا
ومنذ بدء القتال قال الشيخ علي حاتم السليمان وهو زعيم عشائري بارز يؤيد التصدي لجيش نوري مالكي إن معركة الاخير "في الأنبار خاسرة".
لم يستطع الحكم الذي يتبنى علنا الفكر الشيعي من تقديم أي شيء للعراق سوى القتل والتعذيب والطائفية والسماح بهيمنة إيران على الحكم.
وينتمي مالكي لحزب الدعوة الشيعي الذي كرس كل جهده من اجل خدمة المشروع الإيراني في العراق ودول عربية اخرى كالبحرين.
ومنذ الاحتلال الأمريكي عام 2003 فقد أكثر من مليون ونصف أرواحهم .
ونتيجة الحكم الطائفي فأن معظم المعتقلين هم من أبناء السنة كما إن عمليات الاعدام الفوري تتم من قبل ميلشيات شيعية وجيش نوري مالكي بشكل متواصل.
ولا يمكن التعويل على إن حراكا في مناطق شيعية جنوب العراق ضد عمليات الإبادة التي يشنها مالكي وجيشه يمكن أن تحدث.
فالشارع الشيعي مليء بالطائفية ورجال الدين الشيعة يحرضون دوما على الكراهية والقتل بحجة الانتقام لقتلة الحسين بن علي.
وفي كربلاء اثناء بدء عمليات عسكرية ضد العراقيين في الانبار قال مالكي إنه يمثل جيش الحسين فيما يمثل الاخرين جيش يزيد.
والحسين بن علي قتل عام 60 للهجرة أثناء محاولته الالتحاق بعراقيين بايعوه من أجل السلطة وخذوله، مما أدى الى قتله بعد أن تصدى له جيش يمثل الدولة الإسلامية القائمة آنذاك.
ولا يستطيع رجال الدين ومرجعية شيعية إيرانية دوما من الـتأثير على بسطاء الناس إلا من خلال التحريض على الكراهية وإظهار النزاع الحالي كانه من أجل الانتقام للحسين.
و وفق مصادر متعددة فأن نوري مالكي لن يفوز بانتخابات صنع قانونها الاحتلال الأمريكي للعراق بعد عام 2003، لكن النظر للشارع الشيعي يؤكد إن الذي يشن حربا على السنة والعرب تكون فرصه في الانتخابات أرجح.
ولكون التجربة العراقية الحالية هي صنيعة الاحتلال الأمريكي وتوافق مع إيران يتم التغطية على جرائم قتل وتعذيب وسرقة أموال الدولة من قبل وسائل أعلام متعددة.
ولا يستطيع البرلمان العراقي المكون في معظمة من ميلشيات شيعية وقوى سياسية فاسدة من مسائلة نوري مالكي باعتباره رئيس الوزراء عن الأموال التي سرقت لأن غالبيته متورط بالحصول على أموال غير مشروعة.
وتعد المؤسسات العراقية كافة بما فيها القضاء خاضعا لسلطات طائفية وفاسدة . وحتى الميلشيات يمكن لها أن تأمر القضاء لإصدار قرارات حسب الطلب.
وبينت تجربة الحكم الذي قات به واشنطن بعد الاحتلال في العراق إن ما من شيء تحقق للعراق سوى زيادة عدد اللصوص ومظاهر مخزية من الفساد وشعائر دينية تحث على الحقد والكراهية والبدع.
معارك الأنبار كشفت إن ما من خلاص للعراق إلا بزوال كل ما حصل بعد الاحتلال وما جاء معه.

رابط الموضوع

الحكم السعودي.. عنيد على الإصلاح والفهم أيضا / د.مصطفى سالم



هناك وصفات لعلاج مشاكل الحكم في السعودية، لكن يبدو هناك اتفاقا داخل الأسرة الحاكمة على اختيار نقيضها.
ليس من الوارد أن تقبل الرياض بأي إصلاح يمكن أن يسمح بتقليص نفوذ الأمراء في المجال الإقتصادي والسياسي.
وجاءت إقالة بندر بن سلطان لتؤكد إن أمور بيت الحكم الداخلية، أهم من علاقة واشنطن مع الأمير الذي يسير بتنسيق واضح مع المخابرات الأمريكية.
لم يعد مبررا للرياض أن تكون هناك شخصية يمكن أن تكون مدخلا أمريكيا لأي إصلاح في الحكم بالسعودية. والإصلاح الأمريكي وكما تقول تجارب واشنطن مع العرب والعالم لا يتجاوز كونه فوضى جديدة في الدولة البطيئة الحركة .
يراهن البعض إن ارتباط بندر بالحركات المتشددة هو السبب لكن ذلك غير صحيح. فكل الحركات المتشددة على علاقة وثيقة بالمخابرات الأمريكية وما كان يفعله بندر هو السير بهذا الطريق.
والسؤال إن كانت واشنطن تقاتل فعلا التنظيمات المتشددة فمنذ أن قالت أنها تفعل ذلك تعددت التنظيمات وأصبحت تملك أسلحة أكثر تطورا، بل وباتت علنية.
لم تغير واشنطن قواعد اللعبة، فالقاعدة في العراق قاتلت ضد المقاومة العراقية وهو ما كانت تفعله الميلشيات الشيعية الموالية لإيران وقوات الاحتلال الأمريكي فضلا عن جيش عراقي مكون من هذه الميلشيات التي تأسست بفعل توافق أمريكي إيراني.
وهكذا يفعل التنظيم المسمى داعش في قتاله ضد المعارضة السورية، كما فعل ذلك حزب الله الذي كان يتسلح تحت أعين واشنطن فيما كان العراق يمنع عنه أقلام الرصاص أثناء الحصار منذ عام 1990 ولغاية 2003.
إقالة بندر تتعلق بعدم السماح بوجه أمريكي يقود إصلاحا سيؤثر على امتيازات الأمراء التي وصلت سيطرتهم على اقتصاد المملكة أن خلقت الفقر والفقراء في دولة غنية.
منذ العدوان الأمريكي على العراق عام 1991 ظهر واضحا أن السياسة السعودية هي خطوات لدعم ملفات تسعى واشنطن لحسمها على طريقتها ومن السخرية أن يردد البعض أن الرياض يمكن أن تغير تحالفاتها مع واشنطن وتتجه لدول كبرى.
والرهان السعودي على تولي عسكر كامب ديفيد للحكم في مصر والحملة ضد الإخوان سيكون حلا لأي اصلاح يبدو خاسرا. وكل ما حدث أن الجيش المصري سيكون في حرب ضد التنظيمات الإسلامية من أجل استنزافه وتفكيك الدولة المصرية، وما فعله السيسي هو جزء من هذا المخطط حيث تم صناعة أهداف جديدة يجب أن يواجهها التيار الإسلامي وهي دول الخليج العربي عدا قطر.
التيار الإسلامي وعسكر كامب ديفيد ودول الخليج العربي والحكم العراقي الطائفي كلها في معسكر الرجعية الدينية او السياسية أو كلاهما معا.
والدعم الإيراني لحكم بشار الأسد يمر عبر الأجواء العراقية التي مازالت تحت سيطرة واشنطن طبقا لاتفاقية مع حكام بغداد الطائفيين. واشنطن التي تدعم حكام بغداد وحكام الرياض تسمح لهما بأنا يدعما الأطراف المتصارعة في سوريا.
استطاعت واشنطن وبمساهمة سعودية من خلق تنظيمات متشددة لكن الرياض لم تكن على دراية إن وكالة المخابرات الأمريكية كانت تعني إن هذه الجماعات يجب أن تكون أيضا شيعية، فكان تنظيم حزب الله وبقية الميلشيات الشيعية في العراق وعصابة الحوثي.
كان الأمير المكروه بندر يعلم إن سقوط العراق ورحيل صدام يعني إن بغداد ستكون جزء من نفوذ طهران. ويبدو إنه تصور إن ذلك وسيلة لتغيير عقلية الحكم في طهران، وهذا ما لم تكن تريده واشنطن إذ كانت تخطط لمدة النفوذ الإيراني وليس تغير عقلية الحكم.
تؤكد وثائق وتقارير إن نفوذ طهران في العراق كان برغبة أمريكية من اجل رفع حدة الصراع وليس تجميده.
يقول دبلوماسي عربي إنه لم يقرأ مذكرت مستشار الشاه إلا بعد احتلال العراق حيث أدرك إن سقوط الشاه كان قرارا أمريكيا بريطانيا لذا تم حرقه إعلاميا من قبل بي بي سي وغيرها كما ذكر ذلك مستشاره.
الرياض لا تدرك إنها مهما فعلت لن يكون ذلك سورا يمنع واشنطن العازمة على صناعة تغيير هناك في بنية الحكم وجغرافية  الدولة، وتبدو مقاومتها لذلك أقرب لتبرير هذا التغيير من كونه مقاومة ذكية.
إن التغير الجديد في السعودية أمر سيجمع تحجيم الدولة جغرافيا وبنية الحكم.

الاثنين، 14 أبريل 2014

مصير الشام والعراق / جهاد فاضل



لم يخطئ الملاّ مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان عندما تحدث قبل أيام عن «تفكك العراق» وعن «أن سوريا لن تعود كما كانت قبل الحرب» الدائرة فيها حالياً، فعلى ما ذكره ما لا يحصى من الأدلة والشواهد، ويكفي ان يجول المرء ببصره في واقع العراق السياسي الحالي حتى يجد أمامه لا وطناً أو قطراً عربياً، كما كان عليه الحال زمن الملكية أو زمن صدام حسين، بل مناطق وأقاليم وعصبيات وملل ونحل متعادية متنابزة. أما حكومته المركزية التي يُفترض أن تنظر إلى عموم رعيتها أو شعبها نظرة واحدة متساوية، فلم تضبط مرة في مثل هذا الموقف، ذلك أن الرعية بالنسبة إليها رعيتان لا رعية واحدة: إحداهما، وهي الفئة الشيعية، تظفر برعايتها ولدرجة ان تسعين بالمائة من الجيش العراقي هم منها، أما الثانية وهي الفئة السنّية فمتروكة لحالها أو لقدرها تماماً كما لو أنها سفينة تائهة في البحر بلا رباّن. وعلى هذه الفئة السنية أن تدبّر نفسها بنفسها دون ان تطالب حكومة المركز بشيء. ذلك ان حكومة المركز تخصّ الشيعة وحدهم. وبنظر هذه الحكومة، حكم السنةُ العراق طيلة القرن العشرين، وربما على مدار التاريخ، وقد آن الأوان ليحكمه الشيعة. ولا يتردد رئيس الحكومة نوري المالكي في البوح بكل ذلك، فهو يقول علناً إنه حان الوقت لإنصاف الشيعة من الغبن التاريخي الذي وقع عليهم، وعلى أهل السنُة أن يتفهموا وأن يذعنوا.
وإذا توقف المالكي عند هذا الحد ولم يقل انه هو بالذات رئيس حكومة العراق الشيعي، فقد قال بذلك كل المراقبين الذين يعرفون جيداً ما يجري في العراق، فالعراق تحكمه حكومة مذهبية على رأسها حاكم هو في الأساس رئيس لحزب اسمه حزب الدعوة. والدعوة هذه هي لآل البيت وعلى رأسهم الامام علي وأبناؤه ومن الطبيعي لمن أمضى حياته في مثل هذا المناخ المذهبي الضيق الأفق، منها ١٧ سنة في ضيافة آل الأسد في سوريا، ان لا يكون في حساباته عراق وطني عربي ناصع العروبة، بل عراق مذهبي متطلع إلى إيران الخميني والخامنئي. وهذا ما اضطلع به المالكي على أفضل وجه منذ وصل إلى السلطة في العراق.
العراق يتفكك، هي صورة ترى بالعين المجردة ولا تحتاج إلى أدلة وبراهين، انفصل الأكراد وأنشأوا كانتوناً أو إقليماً خاصاً بهم وارتاحوا من الدعاة والدعوة وانصرفوا إلى بناء دولة ومؤسسات حديثة، أما أهل السنة والجماعة فقد بات الكانتون أو الإقليم الخاص بهم حلماً من الأحلام طالما ان الدعاة والدعوة غير معنيين بهم، بل يتربصون بهم ويعمدون إلى إذلالهم والانتقام منهم.
ليس السنّة بالطبع انفصاليين كما هو شأن الأكراد، ولكن إذا كان أبغض الحلال عند الله الطلاق، فلا مفرّ عند اشتداد الضيق من ان ينجو المرء بجلده بانتظار ساعة فرج تمنّ بها الأقدار. طبعاً العراق المعاصر الذي عرفه العالم في القرن العشرين بناه كل أبنائه من سنّة وشيعة وكان وجه الحكم فيه وجهاً وطنياً وقومياً والحقيقة ان العراق لم يعرف في تاريخه الحديث نزعات طائفية إلا في الحد الأدنى. وقد ظل هذا الايقاع سائداً حتى نهاية عهد صدام حسين وتغلغل النفوذ الإيراني فيه. عندها بدأ أهل السّنة على الخصوص يفقدون نفوذهم ليتحول العراق إلى بلد ملحق تقريباً بإيران.
إذا استثنينا العراق الكردي في الشمال ومناطق الأنبار والرمادي وهي مناطق سنية محاذية له، أمكن القول ان العراق الشيعي هو كل ما تبقى بعد ذلك، فمن بغداد، وهي مشاع بين الطائفتين وتتضمن أحيانا أحياء هي وقف على أبناء طائفة واحدة، نزولًا إلى الحلّة والنجف وكربلاء والناصرية وصولًا إلى البصرة، لا يجد المرء من نفوذ يُذكر للسنّة. فهي مناطق شيعية بوجه عام مرتبطة من حيث الجغرافيا ببلاد فارس، ولا حدود عملياً بين البلدين، وإذا تفكك العراق، وسادت فيه الأقاليم والكانتونات، فلا شك أن الشيعة ستكون لهم حصة الأسد. ولا ننسى أن الجيش العراقي الحالي هو جيش دعاة ودعوة.
فاذا انتقلنا إلى سوريا تبين ان الملا مسعود البارزاني لم يكن يبالغ حين اعتبر ان «سوريا لن تعود إلى ما كانت عليه قبل الحرب» أو قبل الثورة.
لم يرسم البارزاني تخطيطاً أوليا لصورة سوريا هذه، بل اكتفى بالقول بأنها لن تعود إلى ما كانت عليه، ولكن العالِم بالوضع السوري يمكنه ان يتوقع قيام دويلات قومية أو جهوية، أو مذهبية من نوع كردتسان سورية في جهات القامشلي والحسكة متاخمة لكردستان العراق. وكذلك عودة دويلة العلويين إلى الظهور في جبال العلويين والساحل السوري تضّم فيما تضمّ وادي النصارى وكذلك مدينة حمص المدمرة والسهل المحيط بها. أما دويلة الدروز فهي بدورها جاهزة للإعلان، تماماً كما أعلنها (وأعلن دولة العلويين) الانتداب الفرنسي في أوائل العشرينيات من القرن الماضي. ما الذي يبقى للسنّة؟ دولة دمشق ودولة حلب وكانتا منفصلتين زمن الفرنسيين استنادا إلى المبدأ الاستعماري المعروف: فرق تسد، طبعا ليس هناك ما يمنع من قيام «وحدة» بين دولة دمشق ودولة حلب، ولكن أي «وحدة» وسورية في قاع القبر تبكي وتحلم لا بوحدة أراضيها فقط لا غير، بل بوحدة عربية شاملة ألغت نفسها وكيانها وسيادتها ذات يوم من أجلها؟
الأكيد أن سورية لن تعود كما كانت قبل الحرب. لم تكن الثقافة السياسية التي سادت في سوريا آل الأسد ثقافة وطنية أو قومية، بل ثقافة طائفية ومذهبية بحتة. كان واضحاً أن الحاكم الذي يحكم سوريا ليس سورياً وليس مسلماً وليس عربي التوجه. وكان واضحا أيضاً أن نظام هذا الحاكم إذا انهار في دمشق، فستوهب له الحياة في الساحل والجبل العلوي. ولعل أكثر ما كان واضحاً هو أن سوريا العرب والعروبة وفلسطين والوحدة قد انتهت إلى غير رجعة، وأن سوريا آل الأسد هي سوريا لا تنظر أبداً إلى إسرائيل على أنها عدو لان العدو عندها هو شعبها دون سواه، وعلى التحديد أهل السنّة والجماعة وهذا ما أثبته التجربة المرة المستمرة منذ سنوات.
ولكن هل من نهاية لهذا الليل العراقي والسوري الطويل؟ هل يمكن حماية العراق وسوريا من التفكك والعودة بهما إلى ما كاناه في السابق: بلدين عربيين ولو بدون طموحات ومشاريع قومية؟ ليس في الأفق ما يدل على ذلك بل على عكسه فللتفلُّك مَن يسهر عليه وعلى دوامه، وطالما ان المناعة العربية فيما لا تحسد عليه، فالمخططات التي تتوخى انهيار الأمة العربية إلى الأبد لا تواجه من يحبطها. إيران في طليعة الساهرين على حراسة هذا الليل الذي نشير إليه، ومعها إسرائيل في حلف موضوعي ان لم يكن واقعياً.
ولم يأتنا خبر يقول ان الأمريكيين والروس في وارد اعتناق الفكر القومي العربي، وليس صحيحاً ان برنامج الائتلاف الوطني السوري سيعرف طريقه إلى التنفيذ يوما فأقصى المتاح أو المتوقع، ولكن البعيد المنال، هو «جنيف٢» الذي لا يفنى فيه الذئب ولا تموت الشاة.
وطالما أن الذئب باق في الحكم، فسوريا كما تحلم بها نخبها ممنوعة.
ولا شك ان العراق العربي ممنوع أيضاً، والعراق الحالي، كما العراق المتوقع، في المدى المنظور، هو عراق فارسي سواء كان المالكي يقيم في المنطقة الخضراء في بغداد أو يقيم سواه، خلال عصر صدام حسين كان للنُخب الوطنية العراقية المقيمة خارج العراق برنامج وطني طموح لا يختلف في جوهره عن برنامج الائتلاف السوري الحالي، ولكن ما الذي تحقق بعد زوال صدام حسين: برنامج إيران والمذهبية المرتبطة بها ام برنامج المعارضة الوطنية؟.
والذين يتحدثون اليوم عن سوريا ديموقراطية تعددية وعن حقوق شتى من نوع حقوق الانسنان وما إليها، عليهم أن يدعوا التنظير للمستقبل جانباً وأن يروا المشهد السوري رؤية عيانية وعلمية. لم يعرف التاريخ دمارًا مادياً وروحياً بحجم الدمار الذي لحق، وسيلحق أيضاً بسوريا، وأقصى المنى الآن ان يتوقف والا يجهز على ما تبقى. ومع ان الدمار المادي الذي لحق بالعراق لا يقاس بالطبع بالدمار المادي السوري، الا ان البلدين يتشاركان في انعدام الأمل في مستقبل قريب يحقق فيه شعباهما ما يحق لهما أن يطمحا فيه. وعندما تكون الشام والعراق على هذه الصورة فمعنى ذلك أن الأمة العربية في مأزق تاريخي خطير، وأن المشروع النهضوي الذي كثيراً ما لاح في آفاق القرن العشرين قد طوي إلى غير رجعة.
نشرهنا

السبت، 12 أبريل 2014

فضيحة الانقلاب في قضية ‘خلية الماريوت’!/ سليم عزو


يخرج الانقلابيون من حفرة، فيهووا في ‘دحديرة’، ويخرجون من فضيحة إلى فضيحة، حتى صارت الفضائح قدراً ومكتوباً على الجبين، وقديماً قال حكيم زمانه: ‘ المكتوب على الجبين حتماً ستراه العين’!
يوم الخميس الماضي، نظرت محكمة الجنايات، قضية صحافيي قناة ‘الجزيرة’، الذين تم إلقاء القبض عليهم، من فندق الماريوت بالقاهرة، ومن ثم أطلق إعلام الثورة المضادة على المقبوض عليهم ‘خلية الماريوت’، كما لو كان الماريوت يقع في جبال تورا بورا.
تعلمون أنه على الرغم من وجود خواجة، ويبدو لي أن والده الاسترالي قس، إلا أن الاتهام الذي تم توجيهه للخلية وفي القلب منها هذا الخواجة، هو أنها خلية اخوانية، تعمل على قلب نظام الحكم بالقوة، إلى غير هذا من اتهامات تكفي لأن يقدم ثلاثتهم لحبال المشانق بدون محاكمة.