عندما بدأت حركة الإصلاح الديني بقيادة جمال الدين الأفغاني (1838-1897)، وتلميذه الشيخ محمد عبده (1849-1905)، كان الهدف  أن الإسلام جدير باستيعاب التقدم العلمي الأوروبي. وأن المسلمين لهم القدرة على بناء حضارة عصرية كما فعلوا في الماضي بعد تفاعلهم مع علوم اليونان والفرس والهنود. ومن هذا المنطلق كان رد الأفغاني على المؤرخ الفرنسي أرنست رينان (1864-1922)، حول ميزة العرب المسلمين عن المسلمين غير العرب في قوة ثم ضعف الدولة الإسلامية.
أن جذور هذه "الصحوة" تعود إلى أيام شيخ الأزهر حسن العطار (1776-1835) عند تدريسه اللغة العربية للعلماء الفرنسيين المصاحبين لحملة نابليون بونابرت (1769-1821) على مصر عام 1798. حيث وجد البون الشاسع في المفاهيم العلمية والأفكار العقلية. خصوصاً وأن كثرة تنقلاته بين البلدان العربية جعلته يدرك تماماً مدى التأخر الذي يعيشه العرب عن الأوروبيين. فأطلق عبارته الشهيرة" "أن بلادنا لابد أن تتغير وأن يتجدد بها من العلوم والمعارف ما ليس بها".