الأحد، 23 نوفمبر 2014

لم نستطع خلق جيش عراقي فعال في عشر سنوات. كيف سنفعل ذلك هذه المرة؟

هذه وجهة نظر الكاتب وهو لا يدين جريمة احتلال العراق لكنه يكشف عن نقطة مهمة وربما دون قصد لماذا تم تدمير العراق وليس الفشل في انقاذه 



لقد شاهدنا بـ رهبة اندلاع "الربيع العربي" في نهاية عام 2010. كانت شجاعة مدهشة من قبل المحتجين عبر العالم العربي في خروجهم على أنظمة سلبت المنطقة من خلال أقوى أسلحتها: وهو الخوف.
الناس لم يعودوا خائفين . أما في العراق اليوم، فاننا نرى عكس هذه الظاهرة في صفوف الجيش العراقي - السلاح ذو التأثير الكبير الذي تستخدمه ما تسمى الدولة الإسلامية ضدهم هو الخوف - من خلال وحشيتها التي لا توصف.
فانه مجرد ذكر أن قوات "الدولة" قادمة على الطريق السريع يكون كافيا لضباط ومراتب الجيش العراقي ليلوذوا بالفرار، كما فعلوا في الموصل في يونيو حزيران. حيث ان الاختطاف الجماعي والمجازر من قبل "الدولة" هي رسالة يحسب لها لدى الجيش العراقي حول المصير الذي ينتظرهم لذا يجب أن يجدوا الجرأة في الصمود والقتال.
ان ذلك الخوف وعدم قدرة القيادة التي يعصف بها الفساد لابقاء امدادات قواتها كافية، هذا كله من غير المحتمل أن يتغير في وقت قريب.
وعليه ماذا يستطيع 3000 "مستشار" أمريكي، ناهيك عن بضع مئات من الاستراليين، القيام به لجعل الجيش العراقي الذي لا يريد القتال، أن يقاتل؟
في ما يبدو للتأكيد على أن القوات الخاصة الاسترالية وصلت أخيرا الى العراق، قال رئيس الوزراء البريطاني توني أبوت: "الدولة" أعلنت الحرب على العالم ... لذلك فمن المهم الرد بقوة، وهو ما تقوم به قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة.... لدينا أولوية في الوقت الراهن هو وصول قواتنا الخاصة الى بغداد ومن ثم الى الميدان في مهمة المشورة والمساعدة التي كانت اعدت لذلك ".
من المضحك أن الحصول على فوز معين على الأرض لم يكن من أولويات حكومة بغداد. حيث تم تأجيل عملية نشر القوات التي تنتظر في الخليج منذ سبتمبر وكان من المفترض ان زيارة وزيرة الخارجية الاسترالية جولي بيشوب في الـ 18 من أكتوبر إلى بغداد قد مهدت الطريق لوصول القوات الاسترالية - ولكن بعد ذلك نقرأ أن بغداد تتباطأ في إصدار التأشيرات لهم.
في حين ان واشنطن تنفق ما يزيد عن 60 مليار دولار سنويا للحرب في العراق، فإنها ستساهم (مكرهة) أيضا بـ 25 مليار دولار لإعادة بناء وإعادة تدريب الجيش العراقي بعد أن قررت أنها ستكون فكرة عظيمة حل الجيش بعد غزوها البلاد عام 2003 . وان ذروة التزام القوات الاسترالية للأمن والتدريب في محافظة المثنى، كان هناك 1400 فرد استرالي على الأرض.
نحن الآن مطلوب منا ان نعتقد بأننا بعد أن فشلنا في تقديم قوة قتالية مع كل هذه الاموال ومع 10 اعوام لاعطائها الزخم، أنه بطريقة ما سوف تكون هذه القوات قادرة على القيام بذلك، مع مساعدة عدد أقل من الاستراليين، في أقل من 10 أشهر ناهيك عن عشر الميزانية الأصلية.
وفي قول أبوت "من المهم الرد بقوة" خطاب يثير تساؤلات أخرى.
وقد نوه أبوت كثيرا الى ان "الحرب ستكون على عاتق العراقيين" و "لا أحد سيقاتل بحق من أجل العراق سوى العراقيين". ان فشله في لفظ كلمة "الجيش العراقي" فتح المجال للتحليل في واشنطن هذه الأيام حول لماذا لا تستجيب الولايات المتحدة بقوة كما يستوجب النزاع في سوريا والعراق.
وخلاصة ذلك هو : ان واشنطن لا تشن غارات جوية على نظام بشار الأسد الديكتاتوري لأنه حليف للنظام الإيراني، والذي يمكنه الحصول على دعم الميليشيات الشيعية التي ترعاها المؤسسة في العراق كقوة أمنية وطنية بديلة لتحويل النار على الاميركيين، لذلك لن يكون من الصواب إبرام اتفاق نووي مع طهران ومن ثم تطويع الايرانيين كحليف أكثر فائدة في تحقيق الاستقرار في المنطقة التي هي في حالة من الفوضى
ربما سيكون من المفيد للاستراليين الذين يتساءلون لماذا يجب علينا خوض هذه الحرب لو كان رئيس الوزراء يعالج هذه القضايا بدلا من الانجرار إلى الخطاب حول ما نعلمه جميعا - هو ان الدولة الاسلامية شيء بغيض.
تقارير مترجمة....
ترجمة : د. أيمن العاني
يقين نت + سدني مورننج هيرالد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق