عندما غادر بريمر في 28 يونيو بغداد في اجواء مدلهمة بسبب تدهور الأوضاع الأمنية حينذاك، ربط الكثيرون بين ما اسموه بانتقال “السيادة” للعراقيين ومسألة المصالحة التي لم يتحقق شيئ منها في ظل مجلس الحكم، وظهر “سياسيون ” كثر مخاطبين العراقيين ومبشرين ب”حقبة ” وردية جديدة، وحجتهم في ذلك أن السلطة قد انتقلت فعليا وعمليا وجوهريا من الكرسي الأميركي إلى العراقيين، وتم تكريس الخطوات الاولى لتشكيل الأجهزة الأمنية على أساس طائفي ودفع الأجهزة الأمنية على ممارسة العنف ضد العراقيين وارتكاب الانتهاكات بحق كل من يشتبه بتصديه للقوات المحتلة، فوق ذلك تم توجيه جهد هذه القوات لحماية القوات الأميركية على حساب أمن الوطن والمواطن، وانتهت حقبة انتقال السيادة لتكون حصيلتها اعتقال آلاف العراقيين ومطاردة الكثيرين، والشروع في تكريس الفساد المالي والاداري، دون أن يتحقق أي شيء من ” المصالحة ” المزعومة.
في الحقبة الثالثة، وبسبب تدهور اوضاع القوات الأميركية في العراق وحرص الدول الغربية والعربية وإيران على انجاح العملية السياسية، فقد تم العمل على عقد مؤتمر للمصالحة، اطلق عليه مؤتمر ” الوفاق ” وعقد في مقر جامعة الدول العربية ( 19 إلى 21 نوفمبر عام 2005)، وشاركت فيه شخصيات مستقلة وقوى عراقية مناهضة للاحتلال والعملية السياسية، وطرحت هذه القوى شروطها للدخول في العملية السياسية، وكانت خلاصة تلك الشروط، التخلص بالكامل من الغزو والاحتلال وتداعياته وتخليص العراقيين جميعا من شرور ذلك وتبعاته.
لكن ذلك لم يرق للحكوميين والسياسيين والطامعين في العراق وشعبه وثرواته وناسه، فتنصل الحكوميون عما توصل إليه المؤتمر.
وفي يوليوعام 2007 تم عقد اجتماع آخر في جامعة الدول العربية ايضا، ولم يتحقق منه شيئ.
بعد ذلك، لم يسمع العراقيون إلا أحاديث وتصريحات عن ” المصالحة”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق