الجمعة، 13 فبراير 2015

القوى المخصية ، استثمار بارع بِكُلف زهيدة / عباس صكر


بات احتلال العراق عام2003، والمشاريع التي نتجت عن هذه الكارثه وتشطٌرها في كل اتجاهات الوطن الكبير عبئاً كبيرا وثقيلا وخطيرا ايضا يستهدف مستقبل هذه الامة.
وقد جاء تصدير القلق والمتاعب والازمات بفعل المساحة المفتوحة التي اعطيت لاعداء الامة من قبل الغرب الاستعماري وزعيمتهم واشنطن، لتكريس واقع جديد يعتمد على الصراعات القبلية والعرقية والطائفية والاثنية وتحول وطننا الكبير لملعب واحد فيه فرق متعددة تتقاتل على المال والجاه والثروات والمصالح والسلطة ، ولم يتصدى إلا القليل من نخب امتنا لهذا الاعصار المدمر، وفضل الباقي منهم البقاء  خارج التغطية  والبحث عن معارك وهمية حابى بها هذا الفصيل، او السلطة  او العصابة.


وسعى البعض من نخب الضلالة مع سبق الاصرار على تلميع صور القتلة، والسفلة المجرمون واللصوص والاستبسال في الدفاع عنهم دون حياء من مشهد الموت المجاني المتلاحق، واصطف بعضهم مع العدو يروج مشاريع الرذيلة تارة بحجة المقاومة واخرى بحجة دينية مريضة وعقد تاريخية غائرة بالتخلف والانحطاط.
وتشكلّ بفعل هذا الواقع الجديد قوى انتجها احتلال العراق، وبعضها سبقت احتلاله وكانت تخفي توجهاتها الحقيقية، و انخرطت بعد الاحتلال مسرعة نحو السقوط في مشروع التدمير الشامل متحالفين مع اشد الاعداء خباثة وكراهية لامتنا.
ومن هذه المشاهد المؤلمة، انطلقت القوى المخصية وهي استثمار بارع بكلف زهيدة ( لاتتحمل واشنطن نفقاته وتمويله من النهب والابتزاز والسرقة)  لاتحمل أي مشروع ولاتنتج سوى الفشل و التعسف القاتل، مرتبطة بقوى خارجية اساسها عقد التاريخ و الوهم المريض المخصي ايضاً.
تلك القوى المخصية لم يعترض عليها من الكبار ولا بعض الصغار، وكل منهم كان له اهدافه في هذا التمدد المطلق والتوسع على حساب الغير قتلا وتهجيرا وتغيرا للجغرافية .
ونسى بعض الصغار ان الكبار قد اعدوا الشباك للصيد فمن يقع غير مأسوفاً عليه ومن لم يسقط فاجله الى حين .
لهذا انطلق حزب الله في لبنان يترجم مشروع فارس المتوسع بتلك المساحة الممنوحة له  وكذلك في العراق والحوثي في اليمن، ونموذج بائس وعفن النظام السوري الغارق في الرذيلة ، تلك النماذج فتحت لها مخازن السلاح والمال وتغاضى عنهم العالم ولم يرهقهم بالويل والثبور وعظائم الامور كما يفعل مع تنظيم الدولة . المشاهد المروعة في العراق يُطالب الغرب فقط رئيس الحكومة بضبط ايقاع المليشيات، وهذا يعني تكليف بالاستمرار بنهج القتل والجريمة.
 أنظر الى تصريحات الغرب الخجولة الناعمة على لسان متحدثيهم وهم يتثائبون عند سوألهم في مؤتمراتهم الصحفية عن جرائم حلفاء فارس .
القوى المخصية، هدفها قتل الذكورة وتجفيفها من الرجال المقاومين الحق، واقصائهم واقتلاعهم  ، لهذا كل ما نلاحظ من مسرحيات القتل والتهجير والتشريد التي طالت الحاضنة المقاومة في العراق وسوريا على يد اتباع فارس.
 هذا الايغال بسفك الدماء والترويج لها عبر قنواتهم ومنافذ اعلامهم المنحط هدفه واضح وصريح، ولا يجامل. ومشروعهم قاتل وماضي على اجساد ذكورة هذه الامة وهذا المشروع اشد ظلامية وخطراً من قوى التشدد، والمُجير كله لخدمة اغراض واشنطن حصراً .
انتاج هذه القوى المخصية ليس اعتباطاً وليس وليد الصدفة .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق