هي التي اختارت قدرها بإرادة اهلها فباتت على كل لسان. صغيرة بمساحتها لكنها ترضع من كل اوردة العراق،
 فحق لها التتويج بأنها سارية الوطن بالفعل البطولي الذي فاق الخيال. هي في اللغة معناها الارض المصُلّحةُ
للزرع فتطابق اسمها مع واقعها حين باتت ارضا يُزرع فيها حب العراق، ويولد من ارحام حرائرها رجال
 مقاومون.
هي مدينة التصدي البطولي لقوات الاحتلال البريطاني في العام 1941 حينما حاولوا دخلوها لكسر شوكة
 المقاومة الباسلة التي اندلعت فيها فتراجعوا خائبين، وهو نفس الفعل الجبان الذي حاوله الامريكان بعد
احتلال العراق، فكان رد رجالها هو نفس الرد الذي واجه به اسلافهم الغزاة. هي واحة المساجد التي
باتت منائرها النسغ الصاعد نحو السماء محملا بارواح الشهداء الذين يتساقطون على ارضها كل يوم،
 وهي كذلك النسغ النازل من السماء محملا بشآبيب الرحمة والعزيمة التي لا تلين. كانت عزيمة رجالها
 وثباتهم نوعا اخر من اسلحة الدمار الشامل الذي صمم الغزاة على القضاء عليه، فكان استهدافها باليوارنيوم
 المنضب جريمة مع سبق الاصرار، كي تنضب ارحام الامهات فيها ولا تلد الا المشوهين فينقطع نسل الرجولة
 والبطولة.