الأربعاء، 20 نوفمبر 2013

منها 90 مليون طنا من النفايات الخطرة و8 مليون كيس بلاستك .. أوروبا تنتج ثلاثة مليارات طنا من القمام كل سنة!



 أ. دي. ماكنزي

نابولي، إيطاليا, نوفمبر (آي بي إس) - رائحة غريبة مشوبة بالكيميائيات تغزو خياشيمك وتجعلك تشعر بالحاجة إلي إرتداء قناع واق، تسبقك قبل الوصول إلي مقر شركة "ريكوبيرو إمبالاجي" التي تعالج النفايات في منطقة كامبانيا، جنوب ايطاليا، وعاصمتها مدينة نابولي.
عندما تصل إلي الموقع، تري العمال بالملابس الواقية منشغلين في فرز الأوعية البلاستيكية وورق التعبئة والتغليف والمواد الأخرى، في حين يتولي قسم آخر تحويل بعض النفايات إلى مواد خام ثانوية يمكن إعادة استخدامها في الصناعة. 
كمية النفايات مذهلة. واكن ليس في إيطاليا فقط. فتنتج دول الإتحاد الأوروبي ثلاثة مليارات طنا من القمامة ... سنويا، منها 90 مليون طنا من النفايات الخطرة. 
هكذا قررت بلدان الاتحاد الأوروبي -وعددها 28 دولة- البحث في كيفية خفض هذه الكميات الضخمة من النفايات، وذلك في مؤتمر علي مدي أسبوع (16–24 نوفمبر) في مدينة نابولي الإيطالية. 
هنا قال مفوض البيئة في الاتحاد الأوروبي، يانز بوطوكنيك، أن "تشريعات الاتحاد الأوروبي قد قادت بالفعل لبداية ثورة في إدارة النفايات الأوروبية". لكن الواقع هو أن بيانات جهاز الإحصاء الأوروبي "يوروستات" تقدر أن تزداد نفايات الاتحاد الأوروبي في عام 2020 بنسبة 45 في المئة مما كانت عليه في عام 1995. 
في هذا المجال تعتبر إيطاليا حالة ملفتة للإنتباه سواء من جانب الإتحاد الأوروبي أو من قبل المدافعين عن البيئة في العالم. فتعتبر مدينة نابولي على الصعيد العالمي، "حالة نموذجية" لسوء سياسات إدارة النفايات، حيث تتسبب عمليات التخلص غير المشروع من النفايات -والتي تمارسها عصابات إجرامية- في تلوث بيئي واسع النطاق. 
ويأتي هذا التلوث الضخم الذي يؤثر مباشرة علي الهواء والتربة والمياه، من عمليات حرق وإلقاء النفايات التي تتولاها المسماة "مافيا البيئة"، في حين يحذر الخبراء من علاقة التلوث بزيادة معدلات الإصابة بالسرطان والأمراض الأخرى في هذه المنطقة. 
وفي محاولة لتنظيف صورتها ورفع مستوى الوعي العام، استضافت نابولي في وقت سابق من هذا الشهر المنتدى العاشر لوسائل الإعلام الدولية لحماية الطبيعة، الذي تنظمه منظمة "غريين أكورد" البيئية ومقرها روما. 
هذا المنتدي السنوي، المعنون "الناس تبني المستقبل: مستقبل خال من النفايات"، جلب خبراء وصحفيين ومعلمين من جميع أنحاء العالم، في مبادرة للتأكيد على الحاجة إلي الحد من النفايات لحماية البيئة، والتخفيف من آثار التغيير المناخي، وحماية الصحة. 
فأكد فدريكو فاليريو -العالم بالمعهد الوطني لأبحاث السرطان في جنوا وأحد المشاركين في المؤتمر- أن "هناك أدلة كافية على أن تلوث الغلاف الجوي يسبب مرض السرطان". وبدوره، قال روزاريو كابوني -المعلم بمدرسة أوزفالدو كونتي التقنية بالقرب من نابولي- ان المعلمين والطلاب قد ضاقوا ذرعا بسبب الاستجابة السياسية البطيئة لمشاكل التلوث وتأثيرها على الصحة... هناك العديد من المعلمين والطلاب في مدرستنا الذين تم تشخيصهم بالفعل بالإصابة بمرض السرطان". 
أما وفقا للاتحاد الأوروبي، "فتشكل مدافن (النفايات) المخالفة للتشريعات الخاصة بالنفايات في الاتحاد الأوروبي تهديدا خطيرا علي صحة الإنسان والبيئة". ومن ثم، يهدف الاتحاد الاوروبي للتخلص تدريجيا من عمليات دفن النفايات في الأرض. 
وقال المفوض بوطوكنيك أن الأولويات هي الحد من النفايات وتعظيم عمليات إعادة التدوير وإعادة الاستخدام، والحد من حرق المواد غير القابلة لإعادة التدوير. وأفاد المفوض الأوروبي، "إننا نعمل على حل مشكلة بيئية خطيرة جدا ومرئية جدا. فكل عام، تنتهي أكثر من 8 مليارات أكياس بلاستيكية في القمامة في أوروبا، مما يتسبب في أضرار بيئية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق