الاثنين، 4 نوفمبر 2013

بليون إنسان بلا طعام في حين أن الأرض قادرة على إطعام عشرة بلايين -



صدرت عن المركز القومي للترجمة النسخة العربية من كتاب (حروب الغذاء) من تأليف والدن بيللو، ومن ترجمة وتقديم خالد الفيشاوي.
يستعرض الكتاب على مدار سبعة فصول و206 صفحات، تفاصيل كثيرة في أزمة الغذاء، وذلك من خلال جوانب متعددة، حيث يأتي الفصل الأول بعنوان رأسمالية ضد الفلاح، ثم انحسار الريف المكسيكي، صناعة أزمة الأرز في الفلبين، تدمير الزراعة الإفريقية، الفلاحون والحزب والأزمة الزراعية في الصين، الوقود الزراعي وأزمة الغذاء، ويأتي الفصل الأخير بعنوان المقاومة والطريق نحو المستقبل.
بحسب المترجم، فإن الكتاب قد قوبل بكمٍ كبيرٍ من الاهتمام والاحتفاء، ويرجع ذلك إلى انفجار أزمة الغذاء وتفاقمها منذ عام 2006 وقد كان قبل هذا صعب على الرأي العام أن يتقبل اتهام الزراعة الرأسمالية الحديثة بالعبث، أو الحديث عن تطوير الأساليب التقليدية في الزراعة باعتبارها الأكفأ والأقدر، أو القول إن الزراعة على مساحات صغيرة من الأرض أعلى إنتاجية من المزارع الرأسمالية الضخمة، أو أن البذور المهجنة وراثيًا والإفراط في استخدام المبيدات والأسمدة الكيماوية ضار بالإنسان والبيئة، ويدمر كنوز البذور وسلالات النباتات التي تطورت عبر قرون على أيدي الفلاحين وبجهدهم الدؤوب المتناغم مع الطبيعة.
جاءت أزمة الغذاء ليستفيق الرأي العام من الادعاءات الكاذبة للشركات الزراعية الرأسمالية الكبرى بقدرة الزراعة الحديثة على توفير الغذاء لكل البشر، والقضاء التام على شبح المجاعات وسوء التغذية وارتفاع سعر الغذاء.
بحسب المؤلف، فإن تقارير الأمم المتحدة ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة لها تؤكد أن العالم لا يعاني من ندرة الغذاء، وأن الأزمة الراهنة، هي أزمة ارتفاع أسعار السلع الغذائية، فالعالم ينتج ما يكفي لإطعام ثمانية بلايين إنسان طبقا لإحصاءات المؤلف، وعشرة بلايين إنسان وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة، إلا أن الأسعار المرتفعة للغذاء، نتيجة لتحكم الاحتكارات العالمية الكبرى في إنتاجه وتسويقه تحرم بليونًا من البشر أو أكثر من إمكانية الحصول عليه، فتكاليف إنتاج الغذاء في نمط الإنتاج الزراعي باهظة، وأسعاره تتجاوز طاقة الفقراء، ويبلغ الأمر ذروة العبث عندما يتكلف نفل المحاصيل الزراعية من مراكز الإنتاج (المزارع) حتى يصل للمستهلك ما يعادل عشرة أمثال الطاقة التي يحصل عليها البشر من استهلاك الغذاء نفسه.
بحسب المؤلف، فإنه على الرغم من أن قمة الغذاء التي عقدت في روما يونيو 2002، وعدت بخفض أعداد الجوعى في العالم من 800 مليون أنذاك إلى 400 مليون بحلول 2015، فإن الجوعى يتزايدون بشكل مستمر، وتجاوزوا المليار جائع، وهذا ما يؤكد حقيقة فشل النظام الزراعي والغذائي الراهن الذي تفرضه الشركات الزراعية المتعددة الجنسيات، وتروج له المؤسسات الدولية مثل منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد والبنك الدوليين، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو).
يخلص المؤلف في نهاية الكتاب، إنه مع انهيار الاقتصاد الكوكبي، والتحرك المتسارع نحو الإفلات من العولمة المفروضة إلى الإنتاج والتسويق، أصبحت الزراعة المعتمدة على صغار المزارعين والفلاحين، على المستويين المحلي والإقليمي، أصبحت البديل الاقتصادي المستدام الذي يجب على البشر أن يسعوا من أجله.
المؤلف والدن بيللو، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الفلبين، مؤسس معهد دراسات جنوب العالم، وموقع نظرة على الجنوب، رئيس الحملة الدولية لإلغاء الديون، عضو اللجنة الدولية للمنتدى الاجتماعي العالمي، اختارته الجمعية الدولية للدراسات ابرز علماء علم الاجتماع في العالم 2008، له العديد من الكتب والدراسات والأبحاث والتحليلات السياسية عن أزمات النظام الرأسمالي العالمي، وأزمة الغذاء، والأزمة المالية، ورؤية نقدية لمنظمة التجارة العالمية وصندوق النقد والبنك الدوليين.
المترجم، خالد الفيشاوي، له العديد من الأبحاث والمقالات في المجلات المصرية والعريبة، ترجم العديد من الكتب منها، (بانوراما الحركة العالمية لمناهضة العولمة)، (مناهضو العولمة في حرب  العراق)، (أحوال الصين).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق