السبت، 2 نوفمبر 2013

موت يشبه ما نحن عليه / د.مصطفى سالم

 لا يمتاز النص بكونه مطوية يمكن التخلص منها بعد قراءتها، كما ليس هو بالعقيم الذي يبتسم وقت العواصف.

وفي تلك ميزة مهولة، لكنها ساحة لم تتخلص من قيود المبدع الذي يتلذذ بفرضها على نفسه.

محصلة النص علاقة، وانطلاقه كذلك.

 لكن في المتاهات يكون من المجدي تغيير المعادلة هذه حين النظر إلى النص.

في الحب نجازف بالحرية والتحرر، ولكننا في ذلك ننتظر نبضات القلوب لتحويلها إلى ابتسامة لمغرور .

وما يجدي في الحب لا يجدي في السياسة.

ذلك إن عظمة الكلمة ليست في الإدهاش بل في صناعة الخطوات.

وبقدر ما تنتهي الصورة برحيل الكاتب ، ليس موتا بالضرورة، بقدر ما يكون هناك أسئلة تتعلق بجرأة تناول الحب، والجبن في تناول السياسة.

جراءة في الإشارة إلى النهود والجسد ورعب من ذكر أسماء المعذبين في اوطان لا تنزع بدلة السجن.

لا ينحاز المبدع للحرية إلا إن كانت محط اهتمام دائرته المتخاذلة ولا ينحاز للعدالة لان محاكمة نفسه تتطلب إدانة دائرته.

الصوت الذي يجمع كل المتعانقين بعد نص جميل: إن الأمة بعيدة عن تفهم هذا الإبداع، وقد يكون المتذوق مصاب بموت سريري لان المبدع العربي لا يسبق الأمة، بل يهرب بعيدا عنها، لان لحظات اقترابه منها يجعل منه الشهيد غير المعترف به، أو بلا ميزات إضافية .

ومثلما انهزمت البراءة أمام عبث نمط الحياة في هذه الأمة الواسعة في تحملها للمصائب والألم، انهزم كل مثقف ومبدع ارتضى أن تكون خاتمته أو بدايته ثقافة الانخراط ضمن دوائر تحطم هويته.

وما يبقي هؤلاء ليس أكثر من آلة إعلامية أو جمهور مصاب بالعزلة عن الأمل والحلم.

دوائر السلب الهوية وحتى الأصغر من ذلك، لا تنتمي لجغرافية محددة إنها فضاء واسع لا يلاحق أحدا بالضرورة،  لكنه يقبل من يريد الانخراط فيه متعريا من انتماءه .

 لهذا تفكير الموت للمبدع والمثقف لا يعني بالضرورة أن تكون عينه تعانق ضيق القبر.

والتفكير المنخرط في تيار ليس بالضرورة يعني إن الكاتب يجيد السباحة.

هذه الثقافة بقدر ما أبقت المبدع أعرجا في مجتمعات ترى ذلك هو التحليق ، فتحت المجال للتذكير إن كل أجهزة الثقافة والإعلام  لم تستطع إفراز تيارا أو فردا مبدعا بشكل قسري. إلا إن كان مغردا بعيدا عنها وربما ضدها.

إن الموت لا يحتوي لحظات مثيرة انه فقط يشبه ما نحن عليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق