السبت، 2 نوفمبر 2013

واشنطن تؤكد دعمها للمشروع الإيراني في العراق..التحرير هو موقف مضاد للامبريالية والصهيونية والرجعية والطائفية / د.مصطفى سالم

 مجددا، تدعم الامبريالية الأمريكية حكومة نوري مالكي الطائفية لكن ليس ضد القاعدة التي أساسا تخدم مشروعها، بل ضد أي محاولة عراقية تستعيد دور بلاد الرافدين، وتحاصر الطائفية والهيمنة الإيرانية وتقضي على سرقة موارد البلاد.

كان النفوذ الإيراني في العراق ومنذ عام 2003 باتفاق مع واشنطن، إذ الإستراتيجية الأمريكية كانت تتحدث دوما عن شطب دور العرب، وتمكين إسرائيل وإيران وتركيا من التلاعب بالمنطقة.

وما كان لذلك أن يتحقق إلا من خلال إسقاط نظام العراق وغزوه وتقديمه على طبق من ذهب للدولة الإيرانية العنصرية والطائفية والتي عجزت طوال سنوات الحصار الدولي للعراق من عام 1990 ولغاية 2003 من تغيير الحكم الوطني في بغداد.

لهذا لا بد من التأكيد على إن المهمة الأمريكية في العراق لن تتوقف قبل شطبه من قائمة الدول حتى يمكن تسمية العراق بدولة زالت عن الوجود.

ويؤدي الحكم الطائفي في العراق دوره في تحقيق الهدف الامريكي الإيراني عن طريق الارهاب المنظم التي تقوده اجهزة أمن الحكومة، مع حملة فكرية لشطب الهوية الوطنية.
و الذي يساعد نوري مالكي في جرائمه ليس فقط واشنطن وطهران والأنظمة العربية الرجعية في الخليج العربي والأردن والحكم الطائفي في سوريا، بل أيضا تشتت القوى المناوئة للاحتلال وما نتج عنه والتي تصر على البقاء في نفس النقطة التي بدأت بها.

الوضع العراقي صعب جدا، إذ أن كل القوى المحيطة بالعراق هي ضد مشروع استعادته لهويته أضافة إلى أن الحكم  الحالي في بغداد  ينتهج وبشكل منظمة الطائفية والإجرام ضد المجتمع .

والحل لا يبدأ إلا من خلال إعلان حكومة رفض الاحتلال وما نتج عنه فوق ارض العراق والسماح لكل مواطن يؤمن بهذا بالاعتماد عليها كجهة شرعية.

إن وجود الرمز كقيادة وحكومة وليس كشخص هي ما يحتاجه العراق وهي التي ستؤكد ان صراع نوري مالكي والحكم الطائفي العميل هو ضد المجتمع العراقي كافة.


ان خلاص العراق لا يأتي بانتظار ان تمطر السماء ثوارا، بل من خلال صناعة قيادة الثورة. لذا لا يجب الحديث عن أي حوار مع حكومة صنعها الاحتلال الامبريالي الأمريكي بل يجب الانتقال لخطوة تحدد للشعب من هم اعداءه ومن سيصطف معهم.


 مع ضرورة العمل المشترك مع حركات معادية للنظام النظام الإيراني والسوري داخل إيران وسوريا وليس مع أنظمة تتاجر بالأمة العربية كلها وذلك من اجل إشغال طهران عن التدخل في الشأن العراق، لدرجة تُطالب بها القوى الاحوازية المناهضة لإيران بالعمل على تأسيس حكومتهم المؤقتة، فضلا عن كل القوى الإيرانية الأخرى. وبنفس الوقت يجب الانفتاح على القوى المطالبة بالعدالة والديمقراطية في دول الخليج العربي.

الاعتماد على عداء السعودية لإيران للحصول على دعم هو وهم، لان الرياض اضعف من أن تواجه الخطط الأمريكية وما يجري في العراق هو بالتحديد مخطط أمريكي يسمح بدور لإيران وليس ناتجا عن قوة إيران.
لقد أدت دول الرجعية العربية دورها لتحطيم العراق والأمة العربية ولا يمكن توقع أي شيء من هذه الدول حتى لو كانت على خلاف مع إيران لأنها لن تكون على خلاف مع واشنطن.
 ساحة المعركة هي العراق وما من أجدر من مواطنيه على خوض رحلة حريتهم وكرامتهم. لكن يجب الإيمان بأن التحرير هو موقف مضاد للامبريالية والصهيونية والرجعية والطائفية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق